
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}(الأنفال46) نتيجة تنازعكم , تنازعكم فيما بينكم نتيجته فشلكم وذهاب قوتكم فتكونون أمةً ضعيفةً عاجزةً وحينما تكونون أمةً ضعيفةً عاجزة تتسلط عليكم الأمم الأخرى يطمع أعدائكم فيكم يبادرون بالعدوان عليكم لا يصبح هناك عامل ردع ولا منعه للأمة بل يطمع فيها أعدائها ويرونها في حال من الضعف يعتبرونه فرصة ذهبية للانقضاض عليها { فتفشلوا وتذهب ريحكم} ويعتبر الاختلاف والتفرق والتباين والخصام حالة غير سليمة في دين الله لا تنسجم مع طبيعة الدين الإسلامي نفسه بأخلاقه بقيمه بمبادئه فيقول سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}(الأنعام159) هكذا يقول للرسول صلوات الله عليه وعلى آله {لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} لأن ما هم عليه من تباين وتفرق واختلاف واعتبارهم شيع وفرق متناحرة متنافسة متباينة يعيشون حالة غير سليمة, غير سليمة ولا منسجمة مع مبادئ الدين الحق {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}(الأنعام159) يعتبر هكذا حالة سلبية من السلبيات التي كانت نتاجًا طبيعيًا للشرك وإفرازاً طبيعيًا لظاهرة الشرك التي كانت منتشرة قبل الإسلام في المنطقة العربية ولذلك قال سبحانه وتعالى {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(الروم31) {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}(الروم32) ثم يعتبر التفريق وإثارة النزاع والخلاف والصراع والخصام مشروعًا شيطانيًا بامتياز, مؤامرة شيطانية, خطة شيطانية فيقول سبحانه وتعالى {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }(الإسراء53).
اقراء المزيد